اساسيات في بناء الاسطبلات

اساسيات في بناء الاسطبلات

 المواد

يعد الخشب دائما مادة أكثر نعومة للخيول، ولكنه يمكن أيضا أن يؤي البكتيريا والحشرات الأخرى لأن الخشب يسهل اختراقه  كما أنه يتسخ بسهولة. ويمكن للروث والطين والدم والكثير من هذه المواد النفاذ للخشب غير المعالج والبقاء إلى الأبد. تنظيف الأسطح الخشبية أيضا أكثر صعوبة ولكن عموما يتعبر الخشب مادة جيدة لإيواء الخيول.

الخشب المعالج بالضغط يمنع الكثير من الأشياء التي تنفذ إلى الخشب الأكثر مسامية، ولكنه أكثر تكلفة. أيضا، تحتوي بعض معالجات الضغط على الزرنيخ، ولذلك ينبغي التأكد، إذا كنتم تريدون استخدام الخشب المضغوط، بأنه آمن للخيول. كنت أستخدم لمعالجة الخشب مادة الكريوزوت عندما كنت طفلة، ولكن بات الآن معروفا أنه مادة مسرطنة (كنت اقضي كل فصل صيف ولمدة عشر سنوات وانا اطلي السياجات والحظائر (البوكسات) بالكريوزوت، شكرا يا أبي!) ولم يعد الآن موجودا في الأسواق. يمكن أيضا استخدام طلاء الورنيش على الخشب غير المعالج لمنحه المزيد من الحماية.

فقط ينبغي التأكد من أنه عمل بطريقة ملائمة مسبقا قبل انتقال الخيول إلى الحظيرة. يحتاج الورنيش لوقت لكي يجف بشكل ملائم وتعتبر الأبخرة الصادرة عنه غير مستحبة للغاية. ينبغي أن تعالج الأخشاب التي تلامس الأرض إذ إن الأخشاب غير المعالجة تمتص الرطوبة والعفن، وما إلى ذلك، عند مستوى الأرض وتتدهور بسرعة أكبر.

الحظائر ذات الكتل الخشبية أو الخرصانية مفيدة لعدد من الأسباب أولها أن المادة مقاومة للحريق. فهي قوية ولا يمكن للخيول مضغها ويمكن أن تكون مغلفة لتعطي سطح سهل التنظيف ومقاوم لإيواء مسببات الأمراض ولذلك غلفت العديد من العيادات البيطرية الحظائر (البوكسات) المعمولة من الكتل الخشبية لهذا السبب.

الكتل الخشبية المغلفة ناعمة وليست جارحة ولكن  الكتل غير المصقولة خشنة للغاية ويمكن أن تسبب جروحا إذا كان الحصان يفرك جسده عليها.

المعدن أيضا مادة أخرى تستخدم عادة في الحظائر والبوكسات، ولا تتضرر كثيرا بسبب الركل وبالتأكيد ليس عن طريق المضغ. معظم جدران البوكسات في الحظائر الجاهزة بها أساس من الخشب المقوى مع وجود جوانب معدنية. المعدن منخفض الصيانة كما أن تنظيفه سهل ولا يتلطخ بسهولة وغير ماص لجميع المواد إلا أنه بارد و صاخب وخطير إذا انكشط أو انفصل عن السطح كما انه مكلف للغاية.

 

الحظائر (البوكسات)

تتراوح أحجام الحظائر (البوكسات) عادة من الضيق جدا 2.5 × 2.5 متر تقريبا، إلى الفسيح 5 × 5 متر تقريبا، أو حتى 7 × 7 متر، و يتوقف هذا على الإعداد.

الحجم القياسي للبوكسات لمعظم الحظائر هو 3.5 × 3.5 متر. من الملائم دائما أن يكون هناك حظيرة واحد به جزء مركزي قابل للإزالة. العديد من مرافق الولادة لديها حظائر حيث يمكن توسيع كل الحظائر (البوكسات) إلى 3.5 x 7 متر أثناء موسم الإفلاء (ولادة المهور) ومن ثم يمكن استبدال  الجدران المركزية لعمل بوكسات بمساحة  12 × 12 لبقية السنة. حتى لو كنتم لا تنتجون مهورا فمن المفيد أن يكون لديكم حظيرة أكبر. أنا أفضل استخدام أحدها عندما تكون لدينا حالة مغص لاسمح الله حيث إنه يمنح الحصان مساحة أكبر للتحرك في المكان ويقلل من فرص سقوطه.

بعض المزارع تستخدم “ألواح السباحة” في الحظائر (البوكسات) لمنع الحصان من الإطاحة. الغرض من لوح السباحة هو السماح للحصان “بالانطلاق” بعيدا عن الجدران إذا ما تدحرج عليه بظهره. في العديد من مزارع الثوروبريد تتم إمالة جدران البوكسات بحيث لا يمكن للحصان الانزلاق على الجدران والسقوط. يجب أن تكون الحظائر (البوكسات) ذات تهوية جيدة.

من الناحية المثالية، ينبغي أن يكون النصف العلوي من الحظيرة (البوكس) من القضبان الحديدية بحيث يمكن للهواء أن يتحرك بحرية عبر الحظيرة (البوكس) . في الوضع المثالي، أرغب أن تكون أبواب الحظيرة (البوكس) شبكية لأن التهوية عند مستوى الأرض مهمة جدا بالنسبة للمهور. إذا كانت جدران  الحظيرة (البوكس) 
صلبة فإنها تحول دون تدفق الهواء ويمكن أن تسبب مشاكل في الجهاز التنفسي. السقوف العالية
تسحب الهواء الساخن فوق الخيول، وتصبح مراوح السقف مثالية لطرد الهواء الساخن خارج الحظيرة. العديد من الحظائر مصممة بقباب لتنفيس الهواء من الحظيرة.

الحظائر (البوكسات) الأوروبية توجد بها دائما فواصل فقط عند مستوى كتف الحصان، ليكون باقي الحظيرة (البوكس) مفتوحا، أو تكون الجدران بارتفاع ثلاثة أرباع ويكون باب الحظيرة (البوكس) مفتوحا بحيث يمكن للخيول أن تعلق رؤوسها على الحظيرة (البوكس) . هذه البوكسات “المفتوحة” تعتبر مهدئة جدا للخيول، مما يتيح لها الرؤية والتفاعل مع الخيول الأخرى. مع ذلك، لهذه البوكسات عيوبها وهي أن الخيول يمكن (وغالبا ما) تخيف وحتى تعض الخيول الأخرى فوق الحائط. أيضا، الخيول التي تتدلى رؤسها بحرية فوق باب الحظيرة (البوكس) يمكن أن تكون خطيرة إذا كانت تعض الأشخاص المارين بجوارها.

بالنسبة للقطعان الثابتة حيث تعرف كل الخيول أماكنها بالترتيب، فإن الحظائر (البوكسات) المفتوحة تكون ناجحة جدا. بالنسبة لعدد القطيع الذي يتغير باستمرار كما هو الحال في التدريب أو حظيرة التشبية، فإن الحظيرة (البوكس)  المفتوح يكون صعبا.

في العديد من البلدان الأجنبية، تعيش الخيول في مجموعات كبيرة في حظيرة مفتوحة (بادوك) تماما في الليل ومن ثم يتم تحويلها بالنهار. الأفراس والمهور تختلط مع بعضها البعض في حظيرة خارجية كبيرة (بادوك). في بعض الوضعيات تكون هناك حلقات حول الجدران ويوجد حوض جماعي بحيث تربط الأفراس حتى تناول الطعام، ثم يتم إطلاقها. تكون الخيول في هذه الوضعية سعيدة جدا لأنها بالأساس تعيش في قطيع. في العادة إذا كانت هناك أية مصادمات بين الأفراس، تكون هناك مساحة كافية لترتيب الوضع دون حدوث أي ضرر.

الأرضية

يمكن أن تحتوي الأرضيات على مختلف المواد كالخشب والتراب والحصى والاسمنت والطين، أو المطاط. من الواضح أن الأرضيات الترابية هي الأرخص ولكنها بكلفتها، حيث إن الخيول يمكن أن تحفر مثل هذه الأرضية الترابية بين عشية وضحاها. فمسببات الأمراض (حمى الحمام، حمى الخيل، الخ) التي تعيش في الأرضيات الترابية يمكن أن تبقى هناك وقتا طويلا. كما أن التصريف الصحي يصبح مشكلة إذا لم يتم تمهيد الأرضية الترابية.

الاسمنت بالتأكيد يمنع الخيول من نبش الأرض، ولكن الأرضية الإسمنتية يصعب الوقوف عليها لفترات طويلة من الزمن. ويمكن أيضا أن تكون مؤذية جدا وقد تسبب آلام بسبب الضغط عليها. أما القاعدة الاسمنتية ذات التصريف والسجادات المطاطية فيمكن أن تكون أفضل بكثير. الحصى يوفر التصريف ولكن ذلك يعتمد على حجم الحصى، لأنه يمكن أن ينحشر في القدمين والحدوات. الرمل مريح جدا للخيول، ولكن يجب أن يكون هناك نظام صرف جيد تحته، أو سيصبح مستنقعا من البول، وهو أيضا مكلف جدا ويمكن أن يكون مغبرا في المناخات الجافة.

تعتبر السجاجيد المطاطية أرضية مثالية. المطاط مادة مريحة، وهي سهلة على أرجل الخيول وتوفر تكاليف الفراش. كلما كانت الأرضية مستوية ومتينة (الأسمنت، على سبيل المثال) كانت السجاجيد المطاطية أفضل. الحصى المكسر المردوم بشكل جيد لا باس به أيضا. إذا وضعت السجاجيد المطاطية ببساطة على الأرض غير الممهدة جيدا فإنها تهبط لأن الأرضية التي تحتها تهبط أيضا ويمكنها أيضا أن تتحول من مكانها.

السجاجيد المطاطية باهظة الثمن، ولكن إذا تم شراء النوع الثقيل المضلع فيمكنها تصريف الرطوبة وبالتالي تقليل إصابات أرجل الخيول، وتراكم أقل للأمونيا تحت السجادة وستوفر تكلفة الحصير مع مرور الوقت في خفض تكاليف الفراش.

أدوات التغذية

تقوم صناعة أدوات تغذية الخيول برمتها على تعليقها بعيدا عن الأرض. ومما لا شك فيه أن ذلك يوفر إهدار وبعثرة المواد الغذائية على الأرض، أو التبول عليها، وما إلى ذلك. كما إن الحصان يطور قدرته على تناول العليقة بعيدا عن سطح الأرض. عندما ترفع الخيول رؤوسها أثناء تناول القش فإنها تحصل على قدر أقل من القش، والغبار، والركام المتطاير على وجوهها ومناخيرها. وبالنظر لنوعية الكثير من القش الذي نحصل عليه في الأحوال شديدة الجفاف، اعتقد أن السجاجيد المطاطية توفر أرضية جيدة.

التغذية المعلقة تسبب مشاكل أكثر للجهاز التنفسي من تناول الطعام من على الأرض. لذلك، قررت تقديم عليقة القش في أحواض المياه الموضوعة على أرضية الحظيرة (البوكس) . إذا تم استخدام أدوات التغذية المعلقة، لا ينبغي أن تكون لها حواف حادة. ينبغي أن تكون كبيرة بما يكفي لحمل ما يكفي من القش من أجل تغذية كاملة ولا ينبغي أن تكون بها شرائح أو مسافات يمكن أن تعلق عليها الأقدام إذا ما وقف الحصان على قائمتيه الخلفيتين أو داس عليها. ينبغي أن يكون الجزء السفلي من وحدة التغذية عند ارتفاع الكتف تقريبا، فالادوات التي تعلق منخفضة تعمل على حبس والإمساك بأطراف الحصان.

العديد من تصاميم الحظائر (البوكسات) بها أدوات يتم بناؤها في الجزء الأمامي من الحظيرة (البوكس) على أبواب دوارة، ومن شأن ذلك أن يتيح تغذية الحصان دون الدخول في  الحظيرة (البوكس) ، ويعد ذلك مريحا جدا بالنسبة لاولئك الذين يعملون على إطعام الحصان، لكنني أعارض ذلك تماما. لقد رأيت عمليات يمشي من يقدمون الرعاية بين ممرات الحظيرة كالروبوتات، وهم يعملون على حشو أدوات التغذية ولا ينظرون أبدا للحصان وهو داخل  الحظيرة (البوكس)  يعد زمن التغذية فرصة لتقييم حالة الخيول كما إن الدخول إلى  الحظيرة (البوكس)  لتقديم التغذية يضمن في الواقع القاء نظرة على كل حصان.

أدوات السقاية

يجب أن يكون في جميع الحظائر (البوكسات) مصدرا للمياه، سواء أكان دلوا معلقا في الحظيرة (البوكس) أو أداة سقاية الآلية ولكل مزاياه وعيوبه. في الطقس البارد بالذات، الدلاء ليست عملية في فصل الشتاء لأن الثلج يكون مشكلة حقيقية. الدلاء رائعة لأنها تسمح لك بأن ترى بالضبط مقدار ما يشربه الحصان، وهي أيضا زهيدة التكلفة. غير أن الدلاء المعلقة بشكل غير صحيح يمكن أن تكون شركا، والتي لم تملأ بانتظام لن توفر ما يكفي من الماء للحصان، وخاصة في الطقس الحار.

أدوات السقاية الآلية لا تتجمد في فصل الشتاء، وهي دائما توفر الماء، ولكنها يمكن أيضا أن تكون خطيرة إذا أصبح المالك غير مبال. إذا لم يكن الحصان يشرب، لن تستطيع عموما معرفة ذلك عن طريق أداة السقاية الآلية إذا كانت لديك واحدة بداخلها مقياس. أدوات السقاية الآلية ذات السخانات يمكن أن يحدث بها ماس كهربائي وتتسبب في الصدمات الكهربائية. واعتمادا على التصميم، تكون بعض الأدوات صعبة التنظيف. مرة أخرى اعتمادا على التصميم، يمكن للخيول أحيانا تعطيل آلية السقاية الآلية وإغراق الحظيرة (البوكس) .

ما زلت استخدم أدوات السقاية الآلية ولكنني أجريت بحوثا ووجدت القليل من النماذج البسيطة والآمنة والفعالة التي تعمل بشكل جيد. أما وقد قلت ما قلت، فإنني أتحقق يوميا للتأكد من أنها تعمل، وأقوم بتنظيفها يوميا كذلك.

الكاميرات

إحدى مزايا التكنولوجيا الحديثة هو أن “كاميرات الحظائر (البوكسات) ” متوفرة بأسعار معقولة أكثر مما كانت عليه قبل سنوات قليلة. ومع اتصال كل شخص على هذا الكوكب بالانترنت حاليا، يمكنكم أيضا أن توفروا للعملاء فرصة رؤية خيولهم من المنزل. في إحدى المزارع التي عملت بها قبل سنوات قليلة مضت، فعلنا ذلك تماما. كانت لدينا العديد من  الحظائر (البوكسات) بها كاميرات ويمكن للعملاء الذي يريدون الخدمة الدخول على الانترنت ورؤية خيولهم من الساعة 6:00 حتي 10:00 مساء كل يوم في الوقت الحقيقي. ولقد وفر ذلك قدرا كبيرا من الراحة للعملاء القلقين حول رعاية خيولهم الخاصة. بعضهم كان يريد فقط أن يكون قادرا على الدخول يوميا ليقول لحصانه “مرحبا”. كما إن وجود مربط أو اثنين مزود بالكاميرات يعد وسيلة رائعة لمراقبة الفرس الحامل، أو الحصان الذي يعاني من المغص، أو أي حصان تريد مراقبته بكل ارتياح من على جهاز الكمبيوتر المحمول. أصبحت الكاميرات شائعة في أماكن إيواء الكلاب، ولا أعتقد أنه سيمر وقت طويل قبل أن تكون خيارا لمالكي الخيول أيضا.

 


التعليقات/ 0


اترك تعليقا