تحليل البيانات الجينية لكشف نسب الخيل العربي

تحليل البيانات الجينية لكشف نسب الخيل العربي

 

تحليل البيانات الجينية لكشف نسب الخيل العربي

 

د.العبري: المستقبل مليء بالمفاجآت لملاك الخيول 

د.محمد العبري - كلية العلوم الزراعية والبحرية 

    تعود جذور الحصان العربي إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث كانت الخيول تُعدّ أساسية لبقاء البدو وجزءًا لا يتجزأ من ثقافتهم في الحرب والسلم. وقد حافظ البدو على سلالات خيولهم وامتدحوها في أشعارهم واحتفظوا بأنساب حيواناتهم الثمينة وذات القيمة، لذلك كان مربو الخيول وبخاصة في شبه الجزيرة العربية يفتخرون بنقاء أنساب خيولهم. ومع مرور الوقت و التمدن ووجود وسائل النقل الحديثة لم يعد الاعتماد على الخيل اعتمادا أساسيا من أجل البقاء، وبالتالي فإن السلالات الأساسية التي كانت مصدرا للتنوع الجيني للحصان العربي أصبحت نادرة على نحو متزايد. ولا يزال مربو الخيل في الوقت الحاضر يعتمدون بشكل كبير على سجلات الأنساب لتحديد أنساب خيولهم. ولكون تلك السجلات عرضه للخطأ أو الملابسات أو التزوير فقد تُنسب الخيول إلى نسب غير نسبها الحقيقي مما يؤدي إلى تقديرات خاطئة عن نقاوتها، وبالتالي قيمتها وكذلك عن صلة قرابتها بالخيول الأخرى، ولذا فإن الأخطاء في السجلات قد يؤدي بمربي الخيول إلى اتخاذ قرارات خاطئة، خصوصا إذا كانوا يسعون إلى الحد من زواج الأقارب بين الخيول، وبالتالي فإن كشف أو تأكيد الهوية الحقيقية للخيل بالطرق الجينية الحديثة كان ولا يزال حلما يُراود الكثير من ملاك الخيل. وفي هذا الصدد قام الدكتور محمد بن علي العبري الأستاذ المساعد بقسم علوم الحيوان والبيطرة بكلية العلوم الزراعية والبحرية بتحليل بيانات جينية لعدد من الخيول العربية المملوكة لأحد مربي الخيل ومقارنتها ببيانات السجلات لمعرفة مدى دقة تلك السجلات.

الأهداف

وحول أهداف الدراسة قال الدكتور محمد: هدف هذا المشروع هو دراسة التركيبة الجينية للخيول العربية للقطيع المستهدف في الدراسة، ومقارنتها ببيانات الخيول العربية ذات خلفيات جينية متعددة من بولندا وأمريكا ومصر لمعرفة أصل السلالة ونقاوتها ، وقد تضمنت الدراسة كذلك بحثًا عن مدى استفحال تزاوج القربى في القطيع على المستوى الجيني، والذي قد يؤثر سلبًا على صحة الخيول وأدائها، وعلى انتشار الأمراض الوراثية فيها مستقبلا، كما سعت الدراسة إلى التقليل من تكلفة الاختبار الجيني المستخدم في التحاليل، وذلك بتقليل  عدد المؤشرات المستخدمة من عشرات الآلاف إلى ألفين فقط.

طرق البحث

وعن الطرق التي اعتمدها المشروع أوضح الدكتور قائلا: اعتمدنا في هذه الدراسة على استخدام مؤشرات جزيئية تُدعى (سنبس SNPs) وهي أماكن محددة في الحمض النووي للخيول الـDNA ،حيث قمنا بتحليل 70 ألفا من هذه المؤشرات في كل خيل. بعد ذلك قمنا باستخدام البرامج التحليلية والإحصائية المناسبة والتي تستخدم نماذج الاحتمالات والذكاء الاصطناعي لمعرفة الأنساب الحقيقية للخيول بثقة عالية. كما تظهر تلك التحاليل نسبة تزاوج القربى والقرابات بين الخيول. وسعى المشروع أيضا إلى المقارنة بين صلات القربى المستمدة من شجرة العائلة وتلك المستمدة من التحليل الجيني، وأخيرا هدف المشروع إلى التقليل من كلفة التحليل الجيني وذلك بتقليل عدد المؤشرات الجينية المستخدمة.

 

النتائج

أما عن النتائج التي خلصت إليها الدراسة أجاب الدكتور قائلا : أشارت النتائج إلى أن النسب الحقيقي لقطيع الخيول المضمنة في الدراسة يرجع إلى الخيول العربية المصرية، وبأنها تتمتع بنسب نقاوة عالية جدا كما يتضح من الصورتين a  و b ، حيث توضح الصورة a   التشابة الجيني بين خيول الدراسة والخيول المصرية (كلاهما يغلب علية اللون الأحمر)، أما في الصورة b  فيتضح التشابة الجيني بين خيول الدراسة والخيول العربية بتكتل المجموعتين في المنطقة نفسها بعيدا عن الخيول العربية الأمريكية أو البولندية، كما أوضحت الدراسة تفوق التحاليل الجينية في تحديد نسب تزاوج القربى في الخيول على المعلومات المستمدة من سجلات الخيول، وأوضحت النتائج أيضا وجود صلات قربى على المستوى الجيني  بخلاف ما تدلل عليه السجلات. وقد استطاعت الدراسة تحديد كل علاقات القربى من الدرجة الأولى بين الحيوانات باستخدام المؤشرات الجزيئية، وبالإمكان استخدام هذه المؤشرات في الحفاظ على السلالات القيّمة من الخيول، وكذلك للحفاظ على صحتها الجينية في حال الخوف من نقصان التنوع الجيني فيها، هذا واستطاعت الدراسة تقليل المؤشرات المستخدمة لألفين فقط بدلا من 70 ألفا حيث تم انتقاء الألفي مؤشر بحسب معايير ومواصفات محددة.

مستقبل التحاليل الجينية في الخيل

وعن مستقبل التحاليل الجينية في الخيول قال الدكتور: علاوة على استخدام التحاليل الجينية في إظهار الأخطاء في السجلات واستخدامها أيضا في تحديد صلاة القرابة، فهي أيضا تستخدم في تحديد مواقع الجينات للصفات ذات الأهمية ، والمستقبل مليء بالمفاجآت لملاك الخيول، فقد أصبحت هناك فعلا بعض الفحوصات الجينية للصفات ذات الأهمية الاقتصادية مثل تلك المتعلقة بالصحة واللون والسرعة والقدرة وعدد الصفات التي يمكن فحصها جينيا في تزايد مستمر.

 


التعليقات/ 0


اترك تعليقا